العرائش بين الإهمال والتهميش: هل تعالج الأزمات بالحفلات ..؟
تمودة 24 : انوار الشرادي .
بينما اعتادت جماعة العرائش على تنظيم السهرات الفنية، لتملأ الطرب أجواء المدينة، يعيش المواطن العرائشي واقعا مختلفا تماما، واقعا مليئا بالحفر في الشوارع، والأحياء الصفيحية والعشوائية ، والأزمات المحلية التي لم تجد بعد حلولا جادة. فكيف يمكن أن يكون الاحتفال أولوية بينما تعاني المدينة من غياب الخدمات الأساسية؟.
لسنا ضد الفنون والثقافة والطرب والغناء ، لكن في مدينة تفتقر للبنية التحتية الأساسية، يصبح الحديث عن الحفلات والمهرجانات نوعا من الترف غير المبرر، فما الفائدة من تخصيص ميزانيات إضافية لهذه الأنشطة بينما المواطنون يعانون من:
– بنية تحتية متدهورة والشوارع مليئة بالحفر.
– نقل حضري غير آمن ووسائل نقل قديمة وحافلات مهترئة الملقبة ب” صناديق الموت”.
-غياب أي استراتيجية للنهوض بالقطاع الصناعي ولا توجد مبادرات واضحة لخلق فرص عمل أو استقطاب الاستثمارات والسياحة .
– تردي النظافة والأزبال والمخلفات في معظم أحياء المدينة ، ما يشوه جمالية المدينة ويؤثر على الصحة العامة.
– طمس الهوية الثقافية في هدم المعالم والبنايات التاريخية القديمة والمدينة العتيقة تعيش على وقع مآسي الساكنة بسبب البيوت الآيلة للسقوط.
– انتشاردور الصفيح ،العديد من الأحياء عبارة عن بيوت صفيحية تفتقر لأبسط شروط العيش الكريم.
– المناطق الخضراء والحدائق العمومية في وضع كارثي وغير معتنى بها، ما يزيد من تدهور جودة الحياة في المدينة.
– الاحتلال العشوائي للملك العمومي والأرصفة والشوارع مستغلة بشكل غير قانوني، مما يعيق حركة الراجلين.
– مشاكل النقل إلى شاطئ رأس الرمل في غياب قوارب العبور ، مما يجعل التنقل إلى هذا المعلم السياحي صعبا.
– كارثة مطرح النفايات بحي المنار، وجود مطرح للأزبال وسط حي سكني وبجوار مدرسة عمومية يعد وصمة عار على المجلس الجماعي، حيث يعرض حياة الأطفال والسكان للأمراض والروائح الكريهة، في ظل غياب أي حلول بديلة ، ناهيك عن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بالمدينة ، وتكاثر حشرات الناموس والبعوض في فصل الصيف …
إن المواطن العرائشي لا يطلب المستحيل، بل يطالب بحقه في العيش في مدينة نظيفة، آمنة، ومنظمة. فإذا كانت الجماعة قادرة على تنظيم الفعاليات الفنية، فمن الأولى أن تكون قادرة على تحسين أوضاع المدينة الأساسية.
لقد حان وقت العمل الجاد، فالمهرجانات والحفلات لا يمكنها أن تخفي واقع التهميش والاهمال، والتنمية الحقيقية لا تأتي بالأضواء والموسيقى، بل بالتخطيط والرؤية الواضحة والعمل من أجل مستقبل أفضل.
كان من الأجدر، بدل الاختباء وراء تنظيم الحفلات، أن يبادر المجلس تحت اشراف الرئيس إلى تنظيم ندوة مفتوحة مع الساكنة، تقدم فيها حصيلة عمله، وتناقش التحديات والاكرهات التي تواجه المدينة بكل شفافية ومسؤولية.
المواطن العرائشي الأصيل لا يبحث عن الأضواء والاحتفالات ، بل يريد إجابات واضحة عن مشاكله اليومية:
– البنية التحتية المتدهورة، النقل الحضري، النظافة، السكن العشوائي والصفيحي ، المناطق الخضراء، والقطاع الصناعي الغائب.
الصراحة والوضوح مع الساكنة أفضل من تجميل الواقع بالمهرجانات والحفلات، والتنمية الحقيقية تبدأ من الاعتراف بالمشاكل والعمل على إيجاد الحلول الواقعية، فهل من خطوة جادة في هذا الاتجاه؟.