بناية المحكمة القديمة بالعرائش .. من حلم متحف إلى مأوى للمشردين
تمودة 24 : العرائش/ انوار الشرادي .
كانت بناية المحكمة الابتدائية القديمة بالعرائش مرشحة لأن تصبح متحفا جهويا يعكس تاريخ المدينة وإرثها الثقافي، لكنها تحولت إلى نقطة سوداء تهدد الأمن العام، بعدما أصبحت مأوى للمتشردين والجانحين.
المشروع ،الذي أطلق عام 2019 ضمن خطة وطنية لتنشيط السياحة وتعزيز التنمية المحلية، لم يكتب له التنفيذ إلى حد الٱن، ما أدى إلى تجميد تحويل المبنى إلى متحف، وتركه عرضة للإهمال والتخريب وسط استياء عارم من الساكنة.
في فبراير2021 ،تسلمت المؤسسة الوطنية للمتاحف مفاتيح المقر السابق للمحكمة الابتدائية، وهو مبنى تاريخي كان من المفترض أن يخضع للترميم ليصبح على شكل معلمة ثقافية تعززالمشهد الفني بالمدينة،حيث تم ذلك بعد توقيع اتفاقية نقل الملكية في 26 دجنبر 2019 بين وزير العدل آنذاك، محمد بنعبد القادر، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، بحضور عامل إقليم العرائش، ورئيس المحكمة الابتدائية، ووكيل الملك، إضافة إلى مسؤولين محليين آخرين.
لكن بعد مرورسنوات، ظل المشروع عالقا، لتتحول البناية إلى ملاذ لمجموعات إجرامية ، وفضاء لتعاطي المخدرات، وموقع تسجل فيه حوادث سرقة متكررة، إلى جانب تراكم النفايات واندلاع الحرائق، ما استدعى تدخل عناصرالوقاية المدنية في أكثر من مناسبة.
ورغم تشكيل لجنة مختلطة تضم عامل الإقليم ومسؤولين محليين ومركزيين، بهدف وضع تصورلإعادة تأهيل المبنى، لم تسفر هذه التحركات عن أي نتائج ملموسة، ليبقى الوضع كما هوعليه، في غياب تدخل حازم يعيد لهذا الفضاء قيمته الثقافية والتاريخية.
وليست هذه البناية وحدها من تعاني من الإهمال، فمدينة العرائش تزخر بمعالم تاريخية تواجه المصير نفسه، نتيجة غياب رؤية واضحة لاستثمارهذه المنشآت المهملة في التنمية المحلية، فإلى متى يستمرهذا النزيف العمراني والثقافي التاريخي؟.