العرائش تحتفي بالأديب الراحل محمد الصيباري في افتتاح الدورة الثالثة لمعرض الكتاب
تمودة 24 : العرائش /انوار الشرادي.
شهدت مدينة العرائش مساء الثلاثاء 13 ماي 2025، افتتاح الدورة الثالثة لمعرض الكتاب، في لحظة استثنائية ومؤثرة خصّصت لتكريم روح الكاتب الراحل محمد الصيباري، أحد أبرز الأسماء التي أنجبتها المدينة، والذي ترك بصمة أدبية فريدة تجاوزت حدود اللغة والجغرافيا.
الدورة، التي تنظمها جماعة العرائش بشراكة مع المركز الثقافي، حملت اسم الأديب الكبير اعترافا بمساره الحافل في مجال الأدب الإسباني المغربي، والذي أهله ليكون من الأصوات البارزة في المشهد الثقافي المتوسطي والدولي.
الراحل محمد الصيباري، الذي توفي عن عمر ناهز 68 سنة، اختار الكتابة باللغة الإسبانية، وأبدع نصوصا ذات طابع إنساني وثقافي راقٍ، مما مكنه من نيل عدة جوائز دولية مرموقة، أبرزها: وسام الاستحقاق الملكي الإسباني سنة 2003، وجائزة بابلو نيرودا الأدبية سنة 2004، والجائزة الدولية للإبداع “ناجي نعمان” سنة 2010، ثم جائزة “أوكري إي أورو” للفنون ببرشلونة في نفس العام.
تميز حفل الافتتاح بحضور رسمي وازن، يتقدمه عامل إقليم العرائش السيد بوعاصم العالمين، ورئيس الجماعة عبد المؤمن الصبيحي، ورئيس المجلس الإقليمي عبد الحكيم الأحمدي، وباشا المدينة، إلى جانب عدد من البرلمانيين، من ضمنهم محمد السيمو، إضافة إلى مسؤولين مدنيين وعسكريين، وممثلين عن القنصلية الإسبانية والمركز الثقافي الإسباني.
وشهد الحفل لحظة إنسانية مؤثرة، حين قدم رئيس الجماعة لوحة فنية تتضمن صورة الأديب الراحل إلى زوجته الفاضلة، في عربون وفاء واعتراف برجل من طينة الكبار، كما سلمت نائبة رئيس الجماعة المكلفة بالشأن الثقافي السيدة فاطمة شهير شهادة تذكارية إلى ابنته الأستاذة ماريا الصيباري، وسط تأثر كبير وتصفيق الحضور.
وفي تصريح لموقع تمودة 24، عبّرت ماريا الصيباري عن اعتزازها الكبير بتكريم والدها، قائلة:
“أشعر بالفخر لأن والدي نقل اسم العرائش إلى العالم من خلال الأدب، وهذا التكريم تأكيد على أنه لا يُنسى من منح للكلمة روحًا.”
وفي إطار الفعاليات الثقافية المصاحبة، احتضن المركز الثقافي ليكسوس مساء اليوم ذاته، ندوة افتتاحية متميزة بعنوان:
“العلاقات المغربية الإسبو-فرنسية في ميزان الدولة العلوية الناشئة خلال القرن السابع عشر”،
بمشاركة الكاتب والمفكر محمد الصديق معنينو، وتقديم الدكتور محمد عزلي، الذي تألق في تبسيط محاور الندوة وشروحاتها للحضور الكريم.
وقد جرى استقبال المفكر معنينو من طرف باشا المدينة ورئيس جماعة العرائش، بحضور نخبة من الشخصيات الإدارية، والمنتخبين، والمثقفين. وفي لمسة رمزية مفعمة بالتقدير، تم تكريمه بلوحة فنية تحمل صورته، وشهادة تقديرية، وباقة ورد، عربون امتنان لما قدمه من إسهامات جليلة في مجالات الفكر والثقافة.
إن تكريم محمد الصيباري لم يكن مجرد لحظة احتفال، بل كان رسالة من مدينة تعرف معنى الوفاء، وتدرك جيدا من يستحق أن يُكتب اسمه بحبر الاعتراف.
لحظة تاريخية تعيد للثقافة اعتبارها، وللكلمة وزنها، وللكتاب مجده.
ويستمر المعرض إلى غاية 20 ماي2025،متضمنا برنامجا ثقافيا غنيًا من ندوات فكرية، توقيعات كتب، لقاءات أدبية، وعروض إبداعية، في إطار تعزيز صورة العرائش كمدينة قارئة ومجال خصب للحوار الثقافي.