انتصار استخباراتي مغربي يرسم ملامح جديدة للأمن الإقليمي

تمودة24

 

 

في عملية أمنيّة محكمة، تمكنت أجهزة الاستخبارات المغربية، بتعاون وثيق مع نظيرتها المالية، من تحرير أربعة سائقين مغاربة كانوا محتجزين لدى تنظيم “داعش الساحل” منذ يناير 2025، في منطقة تقع شمال شرق بوركينا فاسو قرب الحدود النيجرية.

 

عملية التحرير التي جرت في أغسطس الجاري، تمثل نموذجًا متقدمًا للتنسيق بين المديرية العامة للدراسات والمستندات المغربية (DGED) ووكالة أمن الدولة في مالي، حيث جرى تنفيذها في سرية تامة وباحترافية عالية. السلطات المالية أعلنت عن العملية رسميًا عبر بلاغ حكومي، دون تسريبات مسبقة، ما يعكس السيطرة الدقيقة على المعلومات والحسّ الدبلوماسي في التعاطي مع الحدث.

 

تأتي هذه العملية لتؤكد الدور الحيوي الذي بات المغرب يضطلع به في قضايا الأمن الإقليمي، خاصة بمنطقة الساحل التي تشهد نشاطًا مكثفًا للجماعات المتطرفة.

 

الرباط، التي اختارت مسار التعاون الاستخباراتي والدعم اللوجستي بدل التدخل العسكري المباشر، تنجح مرة أخرى في فرض معادلات جديدة للصراع ضد الإرهاب، أساسها المعلومة الدقيقة والتحالفات الذكية.

 

 

يعتبر تحرير السائقين المغاربة رسالة مزدوجة: أولًا، رسالة اطمئنان داخلي للمواطن المغربي بأن مؤسساته الأمنية قادرة على الوصول إلى أبعد نقطة لضمان سلامته. وثانيًا، رسالة إقليمية مفادها أن المغرب ليس فقط قوة ناعمة في إفريقيا، بل أيضًا فاعل مؤثر في هندسة الأمن الجماعي، عبر دعم قدرات الدول الصديقة ومشاركة المعرفة الاستخباراتية.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.