مديرية الرياضة ومحمد شريف يفرطون في كرامة الوطن
تمودة 24
في مشهد عبثي لا يليق بمقام المغرب ولا بتاريخ صحرائه الأبدية، أقدم الاتحاد الإيفواري للرماية بالنبال على نشر خريطة المغرب مبتورة من أقاليمه الجنوبية، في مناسبة رسمية داخل الاتحاد الإفريقي للرماية بالنبال. لكن ما زاد الطين بلة، هو الصمت المطبق والمخزي من ممثل المغرب داخل هذا الاتحاد، المدعو محمد شريف، الذي اختار التواري بدل الدفاع عن وحدة وطنه، وكأن الأمر لا يعنيه.
هذا الصمت ليس مجرد تقصير، بل خيانة رمزية لواجب التمثيل الوطني، خاصة في رياضة لا تزال تعاني من غياب التأطير المؤسساتي، وغياب جامعة مغربية للرماية بالنبال قادرة على الدفاع عن حقوق الرياضيين المغاربة في المحافل الإفريقية والعربية والدولية.
الوزارة الوصية، ممثلة في مديرية الرياضة، تتحمل مسؤولية جسيمة في هذه الفضيحة. فكيف يعقل أن تُترك رياضة الرماية بالنبال بدون جامعة رسمية، وبدون تأطير قانوني، وبدون رؤية استراتيجية؟ هذا الفراغ المؤسسي هو ما سمح بتسلل أشخاص غير مؤهلين لتمثيل المغرب، بل وملاحقين قضائيًا بتهم التزوير، كما هو حال محمد شريف.
إن ترك المجال لممثل مرفوعة عليه دعاوى قضائية في التزوير، ليكون صوت المغرب داخل الاتحاد الإفريقي، هو استخفاف صارخ بسمعة الوطن وبكرامة الرياضيين المغاربة. فهل أصبحت مديرية الرياضة عاجزة عن التحقق من خلفيات من يمثلون المغرب؟ أم أن التزوير أصبح مؤهلاً جديدًا للتمثيل الدولي؟
الصمت الذي اختاره محمد شريف أمام بتر خريطة المغرب ليس حيادًا، بل تواطؤًا. فالممثل الحقيقي لا يصمت حين يُهان وطنه، ولا يتوارى حين تُمس كرامة الرياضيين الذين يفترض أنه يمثلهم. وإن كان هذا الشخص يواجه دعاوى قضائية في التزوير، فإن وجوده في منصب تمثيلي هو فضيحة أخلاقية وقانونية، تستوجب المساءلة الفورية.
إن جمعيات الرماية بالنبال التي نددت بهذا الفعل الشنيع، تمثل صوت الضمير الرياضي المغربي، وتكشف حجم الخروقات التي تعاني منها هذه الرياضة. لكن الصوت يجب أن يتسع ليشمل كل من يرفض أن يُهان المغرب في المحافل الدولية، وكل من يطالب بإصلاح جذري يبدأ من تطهير المؤسسات من المزورين، ويمر عبر تأسيس جامعة وطنية للرماية بالنبال، وينتهي بتمثيل يليق بتاريخ المغرب ووحدته الترابية.