تطوان..مؤسسة تعليمية عريقة تشجع على هدر الزمن المدرسي

تمودة24 

في سابقة خطيرة أقدمت مديرة مؤسسة تعليمية عمومية “ثانوية تأهيلية” بمديرية تطوان على تعطيل الدراسة لمدة يومين متتاليين (الجمعة والسبت الماضيين) بمبرر عقد مجالس الأقسام والمجالس التعليمية، والتي جرت العادة على اقتصار عقدها في حصة واحدة سواء الصباحية أو المسائية، وذلك حفاظا على الزمن المدرسي للمتعلمين، الذي ما فتئت الوزارة تنادي بالحرص عليه في الظروف العادية؛ فما بالك بالظروف الاستثنائية والخاصة التي عاشتها الساحة التعليمية من احتجاجات استمرت لمدة شهرين متتاليين، والتي نادت الوزارة في العديد من المناسبات بضرورة استدراكه حفاظا على مبدأ تكافؤ الفرص بين المتعلمين في المؤسسات العمومية أسوة بزملائهم في التعليم الخصوصي؛ وذلك في ظل تعدد المبادرات والخطط التي أطلقتها هذه الأخير لحث جميع المتدخلين في العملية التعليمية التعلمية على العمل من أجل استدراك زمن التعلمات الأساسية، نظرا لما عرفته المنظومة من ارتباك وتأخر.

إن ما أقدمت عليه هذه إدارة هذه المؤسسة التعليمية العمومية من حرمان ما يقرب من 1200 تلميذ من الحضور إلى فصولهم الدراسية، وذلك بتوقيف الدراسة، يعتبر بدعة سيئة، إن لم نقل ظلالة. إن مثل هذه القرارات الفردية يسائل القائمين على الشأن التربوي سواء محليا، جهويا أو مركزيا عن الجدوى من وضع برامج أو خطط للاستدراك والدعم، وحث الأطر التربوية على الانخراط فيها، وتشجيعهم من خلال جعلها حصص مؤدى عنها، قصد تدارك الزمن المدرسي المهدور، أو عن طريق وضع خطط للدعم التربوي للمتعلمين، عن طريق تعبئة موارد بشرية إضافية في إطار برنامج أوراش لدعم التعلمات الأساس، إن مدى جدية مثل هذه المبادرات يتم قياسه أولا بمدى الالتزام بالحفاظ على الزمن الأساس للتعلمات، الذي تم تحديده وفقا للمنهاج التربوي. إن المتتبع للشأن التربوي يلاحظ التباين والتناقد بين ما يتم ترويجه إعلاميا من قبل القائمين على الشأن التربوي، وبين مثل هذه الممارسات التي يتم من خلالها العبث بالزمن المدرسي، باتخاذ قرارات غير مسؤولة بتوقيف الدراسة بالمؤسسات العمومية.

فهل ستتم محاسبة من اتخذ مثل هذا القرار الارتجالي، إعمالا للمبدأ الدستوري القاضي باقتران المسؤولية بالمحاسبة؟ إن الجواب على هذا السؤال متروك للقائمين على الشأن التربوي من إدارة مركزية ومصالح خارجية من أكاديمية جهة طنجة تطوان الحسيمة، والمديرية الإقليمية بتطوان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.